الشيخ محمد بن عبدالوهاب
1115 هـ - 1206 هـ
الفهرس
- 1 -
أخبر الإدارة عن أخطاء مطبعية أو ملاحظات
بسم الله الرحمن الرحيم
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلكِ مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .
إعلم أرشدكَ الله لطاعته أن الحنيفية ملّة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ، كما قال تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) سورة الذاريات الآية : 56 ، فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما أنّ الصلاة لا تُسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت ، كالحدث إذا دخل الطهارة ، فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أنّ أهمّ ما عليك معرفة ذلك ، لعل الله أن يخلّصك من هذه الشبكة ، وهي الشرك بالله ، الذي قال الله تعالى فيه : (( إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) سورة النساء الآية : 116 ، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه :
القاعدة الأولى : أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرّون بأنّ الله تعالى هو الخالق المدبّر ، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام .
والدليل قوله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبّر الأمر ، فسيقولون : الله ، فقل : أفلا تتقون )) سورة يونس ، الآية:31.
القاعدة الثانية : أنهم يقولون ، ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لِطلب القربة والشفاعة .
فدليل القربة قوله تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفّار )) سورة الزمر الآية : 3 .
ودليل الشفاعة قوله تعالى : (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ، ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) سورة يونس الآية : 18 ، والشفاعة شفاعتان : شفاعة منفيّة ، وشفاعة مثبتة .